الأحد، 15 أبريل 2012

لمحة تاريخية عن مكتبات الأطفال العامة:-



يحظى الأطفال بخدمات مكتبية متنوعة
في دول العالم المختلفة ، بل ويعتبر إنشاء مكتبات الأطفال من المهام الوطنية في
كثير من الدول ، حيث يحظى نشر أدب الأطفال بالإهتمام المتزايد في هذه الدول. وفي
الولايات المتحدة مثلاً نجد أنه على الرغم من أن الخدمة المكتبية للأطفال في
المكتبات العامة كجزء حيوي هام من العمل والخدمة المكتبية.

وأبرز ملمح في
هذا المجال في الإتحاد السوفيتي حيث تتوافر مكتبات مستقلة لأطفال والتي بدأت في
الظهور مبكراً في القرن العشرين. وتشير الإحصاءات إلى توفر 8000 مكتبة للأطفال تحت
إشراف وزارة الثقافة ، 154.000 مكتبة مدرسية تحت إشراف وزارة التربية. ومكتبات
الأطفال المستقلة إدارياً ومادياً تدخل إدارياً في شبكات أو نظم عامة للمكتبات
العامة وهناك بالإضافة إلى هذا بعض الجهات الأخرى التي تعمل على تلبية الحاجات
المكتبية للأطفال مثل: مكتبات الإتحادات التجارية ومكتبات دور الحضانة ، روضات
الأطفال.

وفي المجر صدر عام 1952م قرار رسمي يقضي بإنشاء مكتبات الأطفال في
مدن المجر. فقد زاد عدد مكتبات الأطفال من 47 مكتبة عام 1957م إلى 190 مكتبة في
1972م . وفي السويد تقدم الخدمة المكتبية للأطفال عن طريق المكتبات العامة
والمدرسية وبالنسبة للمكتبات العامة فهناك أكثر من 40 قسماً للأطفال في المكتبات
العامة. وفي العراق نجد أن أول مكتبة للأطفال تأسست في مدينة بغداد عام 1968م وتضم
هذه المكتبة قاعة للمطالعة تسع حوالي مائة طفل ومرسم يستقبل الأطفال الذين لديهم
الموهبة.

وبالنسبة لمصر يلاحظ أن تقديم الخدمة المكتبية تتمثل في فروع دار
الكتب بمحافظتي القاهرة والجيزة والمكتبات العامة التابعة للإدارة المحلية بمحافظات
الجمهورية. فضلاً عن قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المنتشرة في عدد من مدن
الجمهورية. وقد نشأت دار الكتب أربع مكتبات متخصصة للأطفال بمحافظتي القاهرة
والجيزة، بالإضافة إلى مكتبة الأطفال المركزية التي أنشئت عام 1968م بحي الروضة.
وقد أنشأت جمعية الرعاية المتكاملة عدداً من المكتبات الحديثة للأطفال في بعض
الحدائق ثم قامت بعدد من مكتبات الأطفال المستقلة وأقسام الأطفال التابعة للمكتبات
العامة.

تعريف مكتبات الأطفال العامة



أن المكتبات العامة يمكنها أن تتيح للأطفال
فرصا للقراءة الحرة المنوعة منذ البدايات المبكرة من أعمارهم . وهى طبقا للأفكار
والمعايير الحديثة تعتبر مركزا تعليميا يعين الأطفال على مواصلة التثقيف الذاتي
ويساعدهم الوصول إلى مفاتيح المعرفة بأنفسهم ؛ ولقد بدأت مكتبات الأطفال في
الانتشار بشكل كبير في النصف الثاني من القرن العشرين وذلك لسببين رئيسيين وهما

أولاً :- غزارة أدب الأطفال والذي يعرف بكل ما يتصل بثقافة الطفل من
الإنتاج الفكري وبأي شكل من الأشكال ( كتب مصورة ، قصص، مسرحيات ، مجلات ، اسطوانات
، أفلام سينمائية وكرتونية برامج إذاعية وتليفزيونية ، برمجيات حاسوبية وغيرها

ثانياً:- شعور المسؤولين المهتمين بحياة الطفل بان الطفولة عالم خاص متميز
عن عالم الكبار، لذا يجب الاهتمام به وتوجيهه وجهة تربوية ونفسية واجتماعية سليمة
عن طريق توفير الخدمات اللازمة له لإشباع حاجاته وميوله ورغباته. وأضف إلى ذلك أن
الطفولة إذا ما احسن استغلالها فسوف تكون ثروة وطنية مهمة ، على اعتبار أن طفل
اليوم هو رجل المستقبل.

وهناك تعريفات عديدة لمكتبات الأطفال لكن جميعها
مشتركة في سمة واحدة وهى تعتبر من أهم سمات مكتبة الأطفال وهى " تنشئة الأطفال
تنشئة علمية وثقافية سليمة " . ومن هذه التعريفات :-

(1) المكتبات العامة
للأطفال :-

" واحدة من المؤسسات ذات الطابع التعليمي والتثقيفي والترفيهي
وتعمل أساسا على الإسهام في تنشئة الأطفال تنشئة سليمة، وتطوير اهتماماتهم وقدراتهم
، وإكسابهم مهارات التعلم الذاتي ، بما يتضمنه ذلك من تنمية مهاراتهم وقدراتهم
القرائية في مختلف مراحل العمر ، باستخدام شتى الوسائل".

(2) عرفت مكتبات
الأطفال أيضا :-

" أنها قسم مخصص كليه لاستعمال الأطفال . أو قاعة في
المكتبة العامة والمركزية أو في فرعية مخصصة لتقديم خدمات للأطفال وتوفير مجموعات
الكتب لهم".

أهداف مكتبة الطفل


أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة
عام 1949م، بياناً رسمياً حول أهداف المكتبة العامة وتضمنت عام 1972 بمناسبة العام
الدولي للكتاب الدعوة إلى الإهتمام والتركيز على تطوير مكتبات الأطفال والكتب التي
تقدم لهم. كما أسندت في نفس العام إلى الإتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA)
مراجعة البيان السابق إصداره، وإعداد بيان رسمي منقح بأهداف المكتبة
العامة.

وتضمن هذا البيان الجديد نصاً واضحاً بضرورة الإهتمام بمكتبات
الأطفال ، حيث تقرر أنـه " يجب أن تتيح المكتبة العامة للكبار والأطفال فرص
الإستفادة من أوقاتهم وتعليم أنفسهم بإستمرار، وأن تتيح لهم الإتصال الدائم
بالتطوير في مجال العلوم والأدب " ، وأنه من السهل على الطفل أن يكتسب في بداية
حياته عادة تذوق القراءة والكتب، وإستخدام المكتبات العامة ومصادرها لذا فإن
المكتبة العامة تتحمل مسئولية خاصة لإتاحة الفرصة للأطفال كي يختاروا الكتب والمواد
الأخرى بأنفسهم. وينبغي أن تضم المكتبة مجموعات خاصة بهم من الكتب وأن يخصص لهم
أجزاء معينة من المكتبة، عندئذ تصبح مكتبة الأطفال حيوية ومشجعة لأنواع متعددة من
الأنشطة".
وقد قامت هاريت لونج Harriet G. Long أهداف مكتبات الأطفال العامة في
مجموعة من العناصر رتبتها على النحو التالي: -

‌أ. تيسير إستخدام الأطفال
لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الكتب.
‌ب. إرشاد الأطفال وتوجيههم عند إختيارهم للكتب
أو غيرها من المواد.
‌ج. تشجيع الأطفال وغرس متعة القراءة فيهم كعمل نابع منهم
يتابعونه فيما بعد.
‌د. تشجيع التعليم مدى الحياه من خلال الإستفاده من مصادر
المكتبة العامة.
‌ه. مساعدة الطفل على تنمية قدراته الشخصية وفهمه
الاجتماعي.
‌و. قيام مكتبة الطفل بدورها كقوة إجتماعية تتعاون مع المؤسسات
الأخرى المعنية برعاية الطفل.

المكتبات ودورها في ثقافة الطفل



تتعد المؤسسات داخل المجتمع التي يمكنها أن تساهم في إحداث التغيير نحو الأفضل في ثقافة المجتمع او ما نصطلح عليه .
وحيث أن الكلمة المكتوبة هي أهم المميزات الإنسانية على وجه الإطلاق على مدى تاريخ
الثقافة والحضارة البشرية ، فان دور المكتبة العامة بين المؤسسات التي تحدث التغيير
الثقافي المطلوب يكون بذلك دورا أساسيا . وحيث أن المكتبة هي المؤسسة التي تقتنى
الكتاب بشكل أساسي فإنها تصبح عنصرا محوريا في جميع المؤسسات الاجتماعية التي تسهم
في إحداث التنمية الثقافية في المجتمع كالمنزل والمدرسة والجامعة وأجهزة الإعلام
المختلفة والمقروءة والمسموعة.
ولذلك تعد مكتبة الطفل بوجه خاص من أهم المؤسسات
التي تعمل على تكوين شخصية الطفل وثقل مواهبه وتنمية قدراته وتوجيهيها التوجيه
الأمثل من خلال ما تقدمه له من مصادر معلومات تناسب حاجاته ورغباته والقرائية
وميوله واستعداداته ، من خلال الأنشطة والخدمات المكتبية المتنوعة كقراءة القصة
وعرض المسرحيات والأفلام الهادفة وغيرها . وعلى الرغم من أن هناك عدة وسائل وأجهزة
وجدت لتخدم الطفل إلا أن المكتبة بالتأكيد من أهم هذه الوسائل والأجهزة والمؤسسات
من أبقاها أثرا ، إذ أنها تساعد في تزويد الطفل بالمعلومات والخبرات والمهارات
والاتجاهات واللازمة له ، كما أن الاستخدام الجيد لكل الأنواع الأخرى من المكتبات
إنما يتوقف على أول مكتبة يقابلها الفرد في حياته وهى " مكتبة الطفل " ولهذا تولى
كل الدول عنايتها بمكتبات الأطفال بل وتعتبر ذلك من المهام القومية الجديرة
بالاعتبار .

نماذج لمكتبات أطفال

مكتبة الأطفال الشعبية في الصين: مكتبة رائعة بكل ألوان الطيف !


إذا كنت تريد توفير مكان لتشجيع الأطفال على القراءة عليك أن تحاكي خيالهم، وهذا ما فعلته مكتبة الأطفال الشعبية في الصين:فهذا التصميم الرائع الذي يبدو كمشهد من أليس في بلاد العجائب هو مكتبة قراءة عامة في الصين تحمل اسم “مكتبة الأطفال الشعبية”، وهي تتكون هذه المكتبة المدهشة من طابقين:
الطابق الأول مساحة مفتوحة للأنشطة كرِواية القصص ومشاهدة الرسوم المتحركة، والطابق الثاني مكتبة تضم كتباً للأطفال من كل أنحاء العالم تم تصميم المكتبة من الداخل بألوان قوس قزح لتحاكي خيال الأطفال وتكون مصدر إثارة وإلهام لهم، وتم تغطية كل شيء بالأشرطة الملونة التي تتناسق مع الجدران لتعطيها جميعها هذه المشاهد المدهشة وهي لا تحوي ما يكفي من الطاولات والكراسي، بل يتم تشجيع الأطفال على الاستلقاء بحُرّية على الأرض المغطاة بالسجّاد، أو التقوقع داخل أحد الدوائر.....
حيث قامت بتصميم مكتبة الأطفال الشعبية شركة SKSK المعمارية الصينية

 

مكتبة الاسكندرية - مكتبة الطفل


توفرمكتبة الطفل المصادر التعليمية والثقافية والترفيهية للأطفال من سن
٦ إلى ١١ سنة، وهي تضم مواد بعدة لغات وتشمل موضوعات كثيرة، من الفنون إلى علم
الحيوان. كما يوجد معمل للحاسب الآلي لاستكشاف العديد من المواقع الإلكترونية
الشيقة وتعلم كيفية البحث في المكتبة.


ويقدم العاملون بالمكتبة العديد من الأنشطة للأطفال بشكل يومي، مثل رواية القصص،
ودعوة كُتّاب أدب الطفل للقراءة للأطفال وتشجيعهم على حب القراءة باستخدام أساليب
مختلفة، وعروض مسرح العرائس، وورش عمل الفنون والأشغال اليدوية. كما يوجد بمكتبة
الطفل قسم خاص للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.


وتهدف مكتبة الطفل في المقام الأول إلى تنمية قدرات الأطفال على القراءة والبحث،
وتشجيعهم على الإبداع من خلال مختلف برامج المكتبة وأنشطتها.


الموقع الالكتروني: http://www.bibalex.org/libraries/Presentation/Static/


الخدمات التي تقدمها المكتبة للأطفال

تَشملُ الخِدْماتُ الَّتي تُقدِّمُها المكتباتُ للأطفال المجالاتِ التَّاليةَ:


أ - تَأمينَ المُقتنياتِ التي تَتَناسبُ ومُستوياتِهم التَّعليميَّةَ، وقُدْراتِهم الذّهنيَّةَ، وتَتَّفِقُ مع مُيولِهم واهتماماتِهم، هذا مع عدمِ إغفالِ ما يَدعَم المناهجَ الدِّراسيَّةَ، ويَخدُم أبعادَها المُختلفةَ؛ ومنها: تَحويلُ التَّعليمِ مِنَ الطُّرُق التَّقليديَّةِ المُعتمِدَةِ على التَّلقينِ والحِفظِ إلى الطُّرُقِ الحديثةِ التي تدور حَولَ الفَهمِ، والنَّقدِ، والتَّحليل، ولأنَّ أَوعيةِ المعلومات في المَكتبةِ يَجبُ أنْ تَنموَ وتَتجدَّدَ؛ فإنَّه يُمكِن لِقِسمِ التَّزويدِ الاستئناسُ بآراءِ المُستفيدِينِ ومُقترحاتِهم أَو ذَوِيهم، هذا إلى جانبِ الرُّجوعِ إلى السِّجلاَّتِ الإحصائيَّةِ للإعارةِ الخَارجيَّةِ؛ مِن أَجْلِ التَّعرُّفِ على الميولِ القِرائيَّة للرُّوَّاد، وبالتَّالي العَمل على اختيارِ المُقتنياتِ الَّتي تُشبِعُ رَغباتِهم، وتُلبِّي اهتماماتِهم وَتُؤمِّنُها.
ب - تَدريبَ الأطفال على كَيفِيَّةِ العُثور على أوعيةِ المعلوماتِ، وعلى طُرُقِ الاستخدامِ السَّليمِ لهذه الأَوعيةِ، واستخراجِ المعلوماتِ منها، وتَنميةِ قُدْراتِهم البَحثِيَّةِ، وإِكسابِهم القُدْراتِ الذَّاتيَّةَ للاعتمادِ - بَعدَ الله - تعالى -
ج - الإعارةَ الخارجيَّةَ: مكتباتُ الأطفالِ مِثلُ مَكتباتِ الكِبارِ، يَنبغي أنْ تَتوفَّرَ فيها مُقتنياتٌ يُمكِنُ الوُصولُ إليها، والاستفادةُ مِنها؛ سواءٌ عن طريقِ القِراءةِ دَاخلَ المَكتبةِ، أم خارجَها، لِمَا يُمكِن استعارتُه.

د- الخدمة المرجعية :بالنسبةِ للأطفالِ تَهدفُ إلى إرشادِهم، وتَدريبِهم على استخراجِ المعلوماتِ مِن مصادرِها، وبالتَّالي تَغرِسُ فيهم عَادةَ البَحثِ والاطِّلاعِ، والاعتماد - بعد الله - على النَّفسِ في استخراجِ المعلوماتِ، هذا إلى جانبِ تنميةِ المهاراتِ القِرائيَّةِ، وشَحذِ القُدْرات الذاتيَّةِ على تحديدِ مصادرِ المعلوماتِ المطلوبةِ للإجابةِ عن أَيَّةِ تَساؤلاتٍ قد تَعِنُّ لهم، أو مُشكلاتٍ تُواجهُهم

ولكي تُؤتيَ هذه الخِدمةُ ثِمارَها؛ فإنَّه لا بدَّ مِن بناءِ مَجموعاتٍ كافيةٍ، ومُتوازنةٍ مِنَ المَراجعِ، مع تَنميتِها وتَحديثِها بِشكلٍ مُنتَظمٍ ومُستَمرٍّ؛ لِتُواكبَ المُستجدَّاتِ، وتَستجيبَ للتَّطلُّعاتِ والاحتياجاتِ.